في حوار مع "لاراثون" الإسبانية.. أخنوش: موقف مدريد من ملف الصحراء هو "أساس الثقة" مع المغرب.. ومونديال 2030 مُحرك للاستثمار

 في حوار مع "لاراثون" الإسبانية.. أخنوش: موقف مدريد من ملف الصحراء هو "أساس الثقة" مع المغرب.. ومونديال 2030 مُحرك للاستثمار
الصحيفة - بديع الحمداني
الثلاثاء 9 دجنبر 2025 - 22:34

قال عزيز أخنوش، رئيس الحكومة المغربية، في حوار مع صحيفة "لاراثون" الإسبانية، إن موقف مدريد من قضية الصحراء، الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي، يمثل ولا يزال "أساسا للثقة" بين البلدين، مشيرا إلى أن العلاقات الثنائية بينهما تنبني على أُسس مُتجاوِزَة لطبيعة الحزب الذي يقود الحكومة في مدريد.

وأورد أخنوش في الحوار الذي نُشر يوم أمس الاثنين، والذي أجراه بمناسبة الدورة الـ13 للاجتماع رفيع المستوى بين الحكومتين المغربية والإسبانية، الذي احتضنته مدريد الأسبوع الماضي، أن المغرب تبنى "موقفا حازماً ومُنصفا" في قضية الصحراء، يقوم على "تنويع تحالفاتنا وتعزيزها، مع وضع الدعم غير الملتبس لسيادتنا الترابية الكاملة وغير القابلة للتجزئة في صلب هذه التحالفات".

واعتبر رئيس الحكومة المغربية أن هناك "تقاربا استراتيجيا بين الرباط ومدريد في قضية الصحراء المغربية بفضل وضوح وثبات الموقف الإسباني، المتوافق مع قرارات مجلس الأمن"، وأضاف أن "هذا الموقف، شكل ولا يزال، أساسا للثقة بين بلدينا وعنصرا بنيويا للاستقرار الإقليمي في الفضاءات الإفريقية والمتوسطية والأطلسية".

وبخصوص تقييمه لوضع العلاقات مع إسبانيا حاليا، أجاب أخنوش بأنها "ممتاز" وأضاف "لقد عرفت العلاقات بين بلدينا، عبر قرون، فترات من التقارب الكبير، وأيضا، من باب الأمانة، فترات من سوء الفهم، ومع ذلك، لم ينقطع الحوار أبدا، فالتجارة وحركة الأشخاص والتأثيرات الثقافية المتبادلة، كلها أسهمت في بناء ألفة عميقة بين الجانبين، ألفة تتغلغل في الحياة اليومية لمجتمعاتنا، ولغاتنا، ومدننا، واقتصاداتنا".

واعتبر أخنوش أن الشراكة بين البلدين "تمتعت باستقرار كبير ودينامية خاصة في السنوات الأخيرة، قائمة على الثقة والاحترام المتبادل، وقد سمح الزخم السياسي الذي قاده رئيسا الدولتين، والعمق الذي تتسم به العلاقة بينهما، بأن تُرسَّخ هذه الشراكة بشكل واضح ومتين، مما مهد الطريق لتعاون مُعزَّز وذو بعد هيكلي".

وعلى المستوى الاقتصادي، أورد رئيس الحكومة أن المغرب وإسبانيا "ليسا مجرد جيران، فكل طرف شريك وسوق استراتيجي للطرف الآخر"، وتابع "إسبانيا هي اليوم الشريك التجاري الأول للمغرب، بينما يحتل المغرب المرتبة الثالثة كأهم زبون لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، وهو أيضا أكبر زبون ومزوِّد لإسبانيا في إفريقيا كلها".

وتحدث أخنوش عن وجود حوالي 800 شركة إسبانية مستقرة في المغرب، وما يقارب 12 ألف شركة مغربية لها علاقات اقتصادية مع إسبانيا، قائلا "إنها تدفقات ثنائية تربط اقتصادَيْنا وتعكس المستوى الاستثنائي لهذه العلاقة، ولا ننسى الروابط الإنسانية العميقة التي تجمع بين نحو مليون مغربي مقيم في إسبانيا وجالية إسبانية نشطة في المغرب، وهو ما يعكس عمق التداخل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين بلدينا".

وذكر أخنوش بما وصفه "النهج الشامل والمتوازن الذي يعتمده بلدانا في مجال الهجرة، والقائم على تعاون مسؤول مع دول المصدر والعبور، والمتميز بعمليات مشتركة فعالة في مكافحة الهجرة غير النظامية وشبكات الاتجار بالبشر".

ونفى رئيس الحكومة المغربي وجود أي "جمود" على مستوى الأجندة الثنائية بين البلدين، قائلا "على العكس تماماً، والدليل هو النجاح الكبير للاجتماع رفيع المستوى المغربي الإسباني الذي عقدناه الأسبوع الماضي في مدريد، بمشاركة وفد وزاري مهم من الطرفين، والذي تُوِّج بتوقيع ما لا يقل عن 14 اتفاقية تعاون في مجالات مختلفة".

واعتبر أخنوش أن الاجتماع السابق رفيع المستوى قد عُقد في الرباط سنة 2023، قد تسم "بنفس الزخم الاستراتيجي الإيجابي"، مبرزا أنه "بين الاجتماعين تحقق تقدم مهم، إذ تم تجسيد الأهداف الواردة في خارطة الطريق المغربية الإسبانية المعتمدة في أبريل 2022 ضمن إطار عملي واضح، مدعوم بحوار سياسي منتظم وتنسيق مستمر بين الحكومتين".

وإجابة عن سؤال بخصوص إمكانية وصول الحزب الشعبي إلى السلطة في إسبانيا مستقبلا، اعتبر أخنوش أن البلدين يرتبطان بعلاقات "متينة ومؤسساتية، راسخة وواضحة، ضمن دينامية سياسية تُقَاد على أعلى مستوى من طرف رئيسي دولتينا"، وأضاف "أعتقد أن العلاقات بين بلدينا تقوم اليوم على معايير سياسية صريحة، وحوار مستقر، ورؤية مشتركة نبنيها معا، بشكل مستدام وبروح عالية من المسؤولية".

ووصف رئيس الحكومة التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 بين المغرب وإسبانيا والبرتغال بأنه "رمز قوي للتقارب"، مبرزا أن لهذه البلدان "قدرة المشتركة على إنجاز مشروع عالمي طموح وبعيد النظر، مبني على التنسيق والثقة".

وخلص أخنوش إلى أن هذا المونديال "أكثر من مجرد حدث رياضي، إنه محرِّك للاستثمار، يضع شراكتنا على مسار إنجاز استثمارات كبرى في البنية التحتية للنقل، والمرافق الرياضية، والقدرة الفندقية والسياحية، والحلول الرقمية، والأمن، والصورة الدولية، هو أيضا دليل على ما يمكننا فعله معا".

القفطان.. وأزمة الهوية عند الجزائريين

طُويت معركة أخرى أرادت الجزائر أن تخوضها ضد المغرب، وهذه المرة ليس في مجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء، بل داخل أروقة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تعقد ...

استطلاع رأي

مع قُرب انطلاق نهائيات كأس إفريقيا للأمم "المغرب2025".. من تتوقع أن يفوز باللقب من منتخبات شمال إفريقيا؟

Loading...